مرّ أسبوع مما حصل و المشكلة أنني لم أكن أعلم شيئاً مما اكتشفته والدتي و بما كان يمر به (راين) لأنني كنت مشغولة بنفسي، تطورت علاقتي بـ (جين)، و بعد أن وضعت كل ما فعله من أجلي في الحسبان ، تعهدت ألا أتحول إلى ذئبة مرة أخرى مهما يحدث و مهما حييت.


في إحدى الأمسيات كنت أنا و والدتي نتبادل أطراف الحديث حول يومياتي في المدرسة، و كنت أحاول إجراء محادثة مع (راين) لفترة من الوقت، لكنه لم يقل كلمة لي و لم يأبه لي، و لكنني لم أكترث له أيضاً.


حدث ذلك عندما كنت أخبره أن يتوقف عن غبائه و إهماله و أن يعود إلى المدرسة غير مبالية بشعوره او ما يمر به، لكنه تجاهلني فقلت بغضب: "مهلاً، أنا أكلمك، هل تستمع لي؟".


تنهد كأن صبره نفذ و قال بملل: "نعم نعم ، سمعت شيئاً عن المدرسة أو أيّاً يكن".


"ما الذي يفترض أن يعني ذلك ؟" قلت له باستغراب.


"هذا يعني أن كل ما تتحدثين عنه هو المدرسة، و حول ذلك الشاب الغبي"، أجاب بسخرية.


"حسنًا ، على الأقل أنا أذهب للمدرسة، إذا ذهبت إلى المدرسة و توقفت عن التصرف كغريب أطوار طوال الوقت فربما ستفهم عن ماذا أتحدث في الواقع "، أجبت بغضب.


"لماذا تذهبين إلى المدرسة في المقام الأول ، أنت مستذئبة و نحن لا نتمي إلى مجتمع البشر"، رد علي و لكنه كان أكثر جدية من السابق.


" لا أنا لست كذلك!"، صرخت عليه.


"نعم أنت كذلك! هذا كل ما سوف تكونين عليه ، هذا كل ما سنكون عليه نحن الإثنان، لأنّ هذه هي حقيقتنا"، صرخ عليّ.


انزعجت مما قاله فدفعته بقوة ليسقط أرضاً، و بعدها بدا عليه الغضب فانقلب فوق الطاولة ليتحول إلى ذئب و بدأ في الهدير، ثم قال بكل تحدي و إستحقار: "هل تريدين بدأ قتال معي".


تجاهلته فقط و ذهبت ثم قال ليغظني :"مهما تظاهرت أنّك بشريّة، فإنك لن تهربي من حقيقتتك، حقيقة أنك مجرد مسخ ملعون ".


انتصبت في مكاني و احكمت قبضتي من الغضب، و كشرت مخالبي قليلاً لكنني تمالكت نفسي و تذكرت ما وعدت نفسي به، لكنه أكمل اهاناته بلا توقف، حتى بقي كل ما قاله يتردد في رأسي.


"مسخ، ملعون، مخيف... "، كلها بقيت تتردد في عقلي حتى فقدت أعصابي و تحولت إلى ذئب بسرعة و قلت مهددة إياه: "اسحب كل ما قلته حالاً!".


لكنه إنقض عليّ و بدأ في إيذائي، فدفعته عني و ركضنا في جميع أنحاء المنزل و نحن نتقاتل بكل جدية، هدير ، و عض ، و خدش، قمنا بكل هذا، و ظننت أنني أستطيع الفوز في هذه المعركة أيضًا ، لكن (راين) كانت أقوى كثيرًا مما كنت أعتقد و مما كان عليه سابقاً.


و كانت والدتي تحاول منعنا بينما كنا نحطم المنزل و هي تصرخ علينا: " (راين)! (يوكينا)! توقفا! أنتما قلت لكما توقفا!".


حينما أمسكتنا والدتي و أوقفتنا أدركت شيئاً، أدركت أنني ودعت ما كنّا أنا و (راين) عليه من قبل ، حين كان أخي الصغير الجبان الذي يتبعني طوال الوقت، و أحميه حين كان يخاف من الحشرات، و أصبح بدل ذلك أعلى مني و أقوى كذلك، لقد إنهارت أواصل الأخوة بيننا خلال ذاك القتال.


عندما إنتهينا من الشجار، عدت لشكلي الطبيعي و آثار العض و الخدوش في جميع أنحاء جسمي، بينما كان هو كذلك أيضاً، وقفت والدتي بيننا و قالت بغضب: "هيّا، فلتتصالحا في الحال! "٠


لكنني نظرت إليه بإحتقار و دفعته سريعًا ثم ركضت إلى الحمام، و تحول (راين) لذئب مجدداً و ركض للخارج، بينما كانت والدتنا تحاول تنظر إلينا و تحاول إيقافنا بكل يأس.


بعد مدة عندما ذهبت للإستحمام، بدأت أتذكر كل الكلام الجارح الذي قاله (راين) حولي، ثم نظرت إلى الجروح و آثار الخدوش في يدي و بدأت بالبكاء و البكاء محاولة إزالة رائحة الذئاب مني.


*****


في وقت متأخر من الليل، عاد (راين) للمنزل و وجد والدتي جالسة تنتظر عودته، عند دخوله ركضت إليه و عانقته لتقول: "(راين)! لقد ظننت أن مكروها أصابك، حمداً للّه".


ثم أمسكته من معصمه و قالت :"هيا تعال لتتصالح مع أختك".


لكنه لم يحرك ساكناً و قال بحزن: "حال معلمي تزداد سوءً".


ثم أضاف: " و لن يتمكن قريباً من السيطرة على منطقته في الجبال بعد الآن، لذلك سيتعين على شخص أن يحل محله".


قال و هو يشرح لوالدتي، فنظرت إليه بكل صدمة و قالت بصوت قلق :"(راين) لا يمكنك ذلك! أنت صغير جدًا ، أنت تبلغ من العمر أحد عشر سنة فقط، وعلى الرغم من أن معلمك حيوان بالغ، إلا أنك... فقط لا! دعنا نذهب للنوم فقط ".


أوقفت نفسها قبل الانتهاء، و لقد فهمت والدتي بوضوح الآن أن (راين) قد تمرد و كان يسلك طريقًا مختلفًا عما كنت عليه أنا لذلك كانت خائفةً جداً لدرجة أنها لم تذهب للعمل لفترة كي تبقى معه حتى لا يعود إلى ذلك المكان مجدداً إلى أن تحل مشكلته، بينما بقيت العلاقة بيننا معقدة فلم نتكلم بعد ذلك الشجار مجدداً و كان دفعه آخر شيء فعلته له قبل أن يحدث ما حدث و تمنيت حينها لو تخليت عن كبريائي وقتها و اعتذرت له لعله كان سير ما حدث، و لربما كان بإمكاننا حل مشكلته معاً.


2021/01/13 · 132 مشاهدة · 800 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024